Saturday, April 30, 2011

رؤيه شخصيه

من زمان جدا كنت عايز أكتب البوست ده بس مكانش في فرصه, أو أنا كنت مكسل
بس اليومين دول انتشرت جدا اﻷخبار عن الإنتفاضه الفلسطينيه الثالثه فقولت ان دي فرصه أكتب فيها الموضوع ده
و هو: تحليل قصيده "قفي ساعه" للشاعر تميم البرغوثي
و دي محاوله مني و رؤيه شخصيه (و ممكن تكون غلط) مش أكتر إني أوضح المعاني الجماليه اللي فيها اللي أنا شايف إن ناس كتير بتغفل عنها, و بتركز بس في القوافي و السجع اللي مالوش حل بتاع الراجل ده

قفي ساعة يفديك قولي وقائله
ولا تخذلي من بات والدهر خاذله
أنا عالِم بالحزن منذ طفولتي
رفيقي فما أخطيه حين أقابله
وإن له كفّا إذا ما أراحها
على جبل ما قام بالكف كاهله
يقلِّبني رأسا على عقب بها
كما أمسكت ساقَ الوليد قوابلُه
ويحملني كالصقر يحمل صيده
ويعلو به فوق السحاب يطاوله
فإن فر من مخلابه طاح هالكا
وإن ظل في مخلابه فهو آكله
عزائي من الظلاَّم إن مت قبلهم
عموم المنايا ما لها من تجامله
إذا أقصد الموتُ القتيلَ فإنه
كذلك ما ينجو من الموت قاتله
فنحن ذنوب الموت وهي كثيرة
وهم حسنات الموت حين تسائله
يقوم بها يوم الحساب مدافعا
يرد بها ذمامه ويجادله
ولكن قتلا في بلادي كريمة
ستبقيه مفقود الجواب يحاوله
ترى الطفل من تحت الجدار مناديا
أبي لا تخف – والموت يهطل وابله –
ووالده رعبا يشير بكفه
وتعجز عن رد الرصاص أنامله
على نشرة الأخبار في كل ليلة
نرى موتنا تعلو وتهوي معاوله
لنا ينسج الأكفانَ في كل ليلة
لخمسين عاما ما تكلُّ مغازله
أرى الموت لا يرضى سوانا فريسة
كأنا – لعمري – أهله وقبائله
وقتلى على شط العراق كأنهم
نقوش بساط دقَّق الرسمَ غازلُه
يصلى عليه ثم يوطأ بعدها
ويحرف عنه عينه متناوله
إذا ما أضعنا شامها وعراقها
فتلك من البيت الحرام مداخله
أرى الدهر لا يرضى بنا حلفاءه
ولسنا مطيقيه عدوا نصاوله
فهل ثم من جيل سيقبل أو مضى
يبادلنا أعمارنا ونبادله

تميم البرغوث

معاني الكلمات
*********
يفديك: يضحي من أجلك
تخذلي: تتخلي عن
الدهر: الزمان
رفيقي: صاحبي
أخطيه: أبتعد عنه
كفّا: يدا
أراحها: أنزلها
 قام: انتصب واقفا , اعتدل , احتمل
كاهله: مابين الكتفين (ما أسفل العنق و أعلى الظهر) ء
يقلبني رأسا على عقب: يقلبني من أعلى ﻷسفل
الوليد: الطفل المولود حديثا (الرضيع)ء
قوابله: القابله هي المرأه التى تساعد اﻷم في الولاده و تقوم على خدمتها (الدايه)ء
يطاوله: أي يكون أعلى منه
فر: هرب
طاح: سقط
هالكا: مات
ظل: بقي
عموم: اﻷهل و اﻷقارب
المنايا:الموت, اﻷموات
أقصد: أصاب
ينجو: يخلص و يهرب
ذمامه: شاتمه و سابه
يجادله: يناقشه
تبقيه: ستتركه 
يهطل: ينهمر, يسقط بشده
وابله: المطر الشديد
أنامله: أطراف أصابعه
معاوله: فؤوسه, جمع فأس
ينسج: يخيط
اﻷكفان: جمع كفن و هو ما يلف به الميت حين دفنه
مغازله: جمع مغزل و هي اﻷله التي تستعمل في غزل الخيوط لصناعه النسيج
يرضى: يقبل
فريسه: ذبيحه
لعمري: أسلوب قسم
نقوش: رسوم
بساط: سجاده و هي ما يفرش على اﻷرض
يوطأ: يداس
يحرف: يبعد
حلفاؤه: أصدقاؤه
مطيقيه: محتملينه
نصاوله: نواثبه, و هنا بمعنى نعاديه و نحاربه
بقيل: يأتي



الشرح و البيان
*********
يتحدث الشاعر في أبياته عن وطنه فلسطين و ما يحدث لها من أحداث, و يعبر عنها بصور غايه في البلاغه . فهو يتكلم مع بلده فلسطين                  و يطلب منها أن تقف في وجه الظلم ساعه و يطمئنها بأنه سيكون دائما موجودا ليفديها بكلماته و بنفسه, و يطلب منها أيضا ألا تخذله في طلبه هذا حيث ما عاد و ما كان له من ناصر من قبل إذ خذله الجميع في دفاعه عن قضيته, و لم يعد هناك أحد سوى بلدته ليناضلا سويا

و يقول الشاعر أيضا أن حياته منذ صغره كانت مليئه بالحزن, ولكن لم يسانده أحد حتى رفيقه في الكفاح, و مع ذلك فهو لا يستطيع أن يهمل صديقه أو يتركه ﻷن روحه متعلقه به, و هنا (في رأيي) يقصد الشاعر ب "رفيقي" باقي الدول العربيه, إذ أن القضيه واحده , و مع ذلك فالمسانده العربيه للقضيه ليست كما يجب

و يسترسل الشاعر في وصف قوه صديقه فيقول أن صديقه هذا له قوه شديده, و يصفه بأن له القدره على أن يدك جبلا, و في نفس الوقت, لا يعتدل كاهله, و هذا يعني أن الجبل يكون أسفل منه لذلك فهو ينحني ليضرب هذا الجبل بيده  هذا يدل على ضخامه و عظم حجم هذا الصديق

ثم يقوم الشاعر يشرح سبب عدم قدرته عن التخلي عن هذا الرفيق, أو عدم قدرته على تركه بالصوره البلاغيه الرائعه

يقلِّبني رأسا على عقب بها
كما أمسكت ساقَ الوليد قوابلُه
ويحملني كالصقر يحمل صيده
ويعلو به فوق السحاب يطاوله
فإن فر من مخلابه طاح هالكا
وإن ظل في مخلابه فهو آكله

فصديقه هذا يقلب حاله بيده , ساعه يساعده, و ساعه يتركه, و هو ليس له حول و لا قوه,  فصاحبه هذا يتحكم في قدره كما تمسك القابله الطفل المولود من ساقيه حتى تفيقه و هو ليس بيده أن يفلت منها, و يستمر الشاعر في توضيح الصوره بتشبيه صديقه بالصقر و شبه نفسه بالفريسه, إذ يمسك به صاحبه كالفريسه, و يطير به و يعلو به إلى السماء و هو لا يعرف الطيران, و أيضا يقول "يعلو به بين السحاب يطاوله" و هي صوره بلاغيه توضه موقع كلا منهما, إذ يكون الصقر في اﻷعلى و الفريسه في اﻷسفل دليلا على السيطره الكامله على الموقف

و يشير إلى حاله في هذا الموقف بأنه الفريسه التي لم يعد لها خيار, فإن هو فر من مخلابه و ترك صديقه هذا فسيقع على اﻷرض و يهلك, و إن ظل في مخلابه أي ظل متعلقا بصديقه هذا, وصديقه هذا على ما هو عليه من التقلب في مساعدته, فهو أيضا هالك بأن يأكله

و يخرج الشاعر من هذه الصوره إلى صوره أخرى يتحدث فيها عن عدوه و عدو بلده و يصفه بالظالم أو الظٌلام و يتصور الشاعر الموقف إن مات في النضال قبل أن ينتصر على عدوه, بأن عزاءه  الوحيد هو أنه سيفلت من المجامله التي كان أهل و أقارب الموتى سيجاملونها إياه إن مات أعداءه قبله ظنا منهم أنه السبب و هو ليس كذلك لشعوره بأنه لم يفعل ما يجب للدفاع عن وطنه, أو ﻷنه فعلا كان ممن دافع عن وطنه وانتصر على أعداءه و لكنه يشعربأن ذلك واجبه, ولا ينبغي شكره لعمل واجبه, أيا كان سببه فهو سيكون مرتاحا إن حدث ذلك

ثم ينتقل الشاعر بعد ذلك للحديث عن ظُلامه وأعداءه, و يريد أن يذكرهم بأنه حتى وإن كان الموت يصيب أهله , فجب ألا يشعرهم ذلك بالنصر, فما ﻷحد أن يهرب من الموت, حتى القتله لهم منه نصيب

ثم ينتقل الشاعر للحديث عن الموت و يشبهه بإنسان يصيب و يخطئ, وأنه إن كان الموت قد أخطأ بإصابه أهله فزاد ذلك من سيئاته, فإن الموت سيدافع عن نفسه بأنه أيضا يصيب من أعدائه فيزيد ذلك من حسناته, فيكون قتلى الفلسطينين سيئات الموت, و قتلى اﻹسرائيليين هم حسنات الموت و أن الموت سيدافع عن نفسه بهذا الدفاع الواهي يوم الحساب عن من يحاول ذمه و يتهمه بقتل أهله, ولكن كثره القتلى ستجعله غير قادر على الكلام, و أعيب على الشاعر هنا إدانته للموت و جعله متهما بقتل أهله, و مضطرا للدفاع عن نفسه, و الموت بريء من هذا الجرم, فلا  اختيار له لمن يأخد أو لا يأخد, و لكنه ينفذ أمر ربه

و يقوم الشاعراﻵن بنقل صوره ذهنيه حيه إلى ذهن القارئ عما يحدث في فلسطين, و يصور طفلا يختبئ تحت جدار و بجانبه أباه, قد يكون جدار منزلهم, أو الجدار الفاصل بين إسرائيل و قطاع غزه, أو الجدار الفاصل بين غزه و رفح المصريه و هذا الطفل به من الشجاعه و الجلد إذ يؤاذر أباه بقوله لا تخف, و من حوله تهطل أمطار القذائف و الرصاص, و والده يرفع كفه راجيا من قوات اﻹحتلال التوقف عن القصف, ولكن بلا أي فائده

و يستمر الشاعر في الحديث عن الموت و يذكر ما يراه على شاشات التلفاز من أخبار الموتى و الشهداء في فلسطين, و لا يزال يتهم الموت بأنه يحفر القبور لبني وطنه و يلومه على ذلك. و لا يكتفي الموت بحفر القبور فقط, بل يقوم أيضا بنسج اﻷكفان لشهداء بني وطنه و لا يتعب من ذلك ولا يتوقف, رغم مرور خمسين عاما على الصراع

و يبدو أن الموت قد وجه قوته ﻷخذ أرواح الفلسطينيين و لا أحد أخر و كأنهم هم أهل الموت و هو مخصص لهم فقط, و لم يكتفي الموت بأخذ أرواح الشهداء في فلسطين فقط, بل اتجه أيضا إلى العراق ليأخذ منهم نصيبا,  و شبه الشاعر القتلى على شط أنهار العراق بأنهم نقوش مرسومه بدقه و إتقان على بساط و هو خريطه العراق و أن راسمها هم أهل العراق أنفسهم , ويقول عن العراق أنها ماتت حين تخلى العرب عنها و صلوا عليها, ثم بعد ذلك تطأ عليها أقدام اﻷعداء ليأخذوا خيرها. و بعد ذلك يبعد الغزاه  أعين العراقيين عنها, و يدخلونهم في صراعات قبليه و عرقيه, ليخلوا لهم الطريق ليتناولوا ما لذ و طاب من خيرات العراق

و يبدي الشاعر أسفه على الحال الذي وصل إليه العرب, و يذكرهم بأنهم قد أضاعوا الكثير و الكثير من اﻷراضي العربيه, في كلا من العراق و فلسطين, و إن ظلوا على هذا الحال من السلبيه و الضعف فإن أعداءهم الذين يتربصون بهم سوف يصلوا إلى البيت الحرام , و لن يبقى لهم شرف بعد ذلك

و يعود الشاعر ليتكلم عن الزمان و أنه كان و لايزال حليفا ﻷعداءه و ليس له و للعرب, و أننا كعرب لا نستطيع معاداته
فالدهر هو الله جل جلاله, و هو لا يرضى بنا حلفاءا ﻷننا ابتعدنا عن تعاليمه , و لا يمكننا أن نعاديه, فهو الخالق و القادر على كل شيئ و لا فرصه ﻷحد بمعاداته, و يتسائل الشاعر إن كان هناك جيل أخر فات أو أت يقبل أن  يبادلنا أعماره, إذ قد يكون هذا الجيل قريب من ربه و يكون له الله حليفا و ناصرا على أعدائنا, و هذا الجيل قد يكون جيل سابق كجيل صلاح الدين, أو جيل ما سيأتي بعدنا يعمل بما أمره الله  و ينصره الله في النهايه على اﻷعداء


انتهت

3 comments:

  1. اناعجبتني جداا ...
    اشمعني يعني انت تكتبي في بلوجي اجيلك انا كمان في بلوجك :D:D
    يا رب تكون بخير :):)

    ReplyDelete
  2. بهزر علي فكرة :) .. انا بس قلت اسلم عليك :) ..في رعاية الله ربنا يوفقنا في الامتحانات الي مالهاش اول دي :)

    ReplyDelete